حيرة قلب (قصة قصيرة)

حيرة قلب

كانت فى أوائل الثلاثينات حينما توفى عنها زوجها فى حادث أليم , كانت حياتهما هادئة مستقرة تقوم على التقدير والإحترام , تزوجا زواجاً تقليدياً لم يسبقه الحب , وورثت من هذا الزواج طفلين , حاولت أن تعوضهما بشتى الطرق عن فقدان والدهما , و نزلت لسوق العمل بعد أن كان زوجها رافضاً ذلك , لا لشىء إلا خوفاً عليها من مشاكل العمل , لم تكن جميلة بالمعنى الصريح للكلمة ولكن كانت بها جاذبية نابعة من إحترامها لذاتها وللآخرين , حاول الكثيرون التقرب إليها , غير طمع آخرين فيها ولكنها كانت حاسمة فى إدارة علاقاتها مع الآخرين , حتى تعرفت عليه من خلال عملها , فهو زميل انتقل من فرع آخر , تقارباً من خلال عقليهما وحبهما لعملهما , اقتربا أكثر مع مرور الأيام , ولكنهما لم يعلنا صراحة عن حبهما .

وفى يوم قال لها : هل تعلمين عن الرحلة التى تنظمها الشركة لموظفيها .

ردت : نعم وقد .......

وقبل أن تكمل بقية جملتها أسرع قائلاً : لقد حجزت مكانين لنا .

ظهرت الدهشة على وجهها وسألته : أنت ومن ؟

قال : أنا وأنتِ وسكت قليلاً ثم سألها مستفسراً عن ارتباكها : ماذا ؟

قالت : كنت أفكر فى أذهب أنا وأولادى لتلك الرحلة , وقد أحضرت الإشتراك اليوم .

أحس بخيبة أمل ولكنه وببعض الحماس سألها : هل أخبرتهم بتلك الرحلة ؟

قالت : لا .

قال : إذن فلتكن تلك الرحلة لى , وعوضيهما برحلة أخرى فيما بعد .

هزت كتفيها معلنة حيرتها ولم تجب .

وكان يوم الرحلة واقفاً مع بعض الزملاء , وأحس بغضب شديد حينما وجدها أتت وبصحبتها طفليها , فافتعل مكالمة تليفونية واعتذر عن الرحلة وذهب .

لم تستطع أن تذهب للإستمتاع بيوم جميل فى إحدى الأماكن التى تمنى طفليها كثيراً الذهاب إليها , ولم تستطع أيضأ أن تخبره أنها قد حجزت لأطفالها , وقالت : لعله يعذرها , حاولت كثيراً الإتصال به فى أوقات تكون بمفردها ولكنه لم يرد عليها .

وفى اليوم التالى تقابلا دون أى كلام إلا عتاباً متبادلاً بنظرات العيون , وفى نهاية اليوم ذهبت هى إلى مكتبه , فلم يقل إلا جملتين : أريدك لى وحدى , فكرى وأعلمينى بقرارك , ثم تركها وانصرف .

رغم مرور سنوات إلا أنه كلما سألها عن قرارها تقول : مازلت أفكر , فيرد مبتسماً : وأنا فى إنتظار قرارك .
تمت بحمد الله

شيرين ميرسى ليكي على كتابتك الرئعة وقصتك الجميلة جدا ومفيدة فى الحياة ويارب كدا دايما تفيدى المنتدى بقصصك الرئعة

amir

شيرين القصة حلوة جدا تسلمي ومزيدمن العطاء ان شاء اللله تقبلي مرووري

» حيرة قلب2 (قصة قصيرة)